إحتلال عدن للمرة الثانية



هاهم أهالي عدن يستعيدون ذكريات حرب 1994م حين دخلت القوات العسكرية إلى مدينتهم وما رافقت تلك الذكريات من أشياء محزنة ومهينة ما كان لها أن تكون بي من هم بالمفترض أبناء شعب واحد، وان كانت في المرة الأولى تحت مسمى القوات الشرعية، فهي الآن تحت مسمى حماية " خليجي عشرين " الذي كثر اللغط حولها ولم نعد ندري هل هي مجرد مسابقة في كرة القدم أم شيء آخر يستدعي أن يتم إعداد ثلاثون ألف جندي بكامل تجهيزاتهم العسكرية والإصرار على إقامة بطولة عجزنا من خلال سنتين بناء ملعبين وفندق واحد، ومازالت حتى اللحظة الشكوك باقية حول إقامة هذه البطولة الخرافة أو تأجيلها.
 
دولة تقوم بتجهيز جيش بأكلمة لحماية بطولة كروية هي دولة تعاني في ظاهرها وباطنها من فشل واضح في التحكم في أمنها وعدم ثقتها بمواطنيها، وانتقال كل تلك القوة إلى محافظة عدن هي استفزازية لمشاعر المواطنين وتذكريهم بأنهم مازالوا تحت حكم العسكر والجيش القادم دائما من الشمال، هذا الجيش الذي من المفترض به أن يختفي عن الأنظار نهائيا وأن ينقل كل معسكراته المحاصرة للمدن اليمنية باتجاه الحدود لا أن يقوم بالتدخل في كل شيء حتى في مجالات الرياضة لاغيا بذلك المؤسسات الأمنية الأخرى وقائم بدور مبتذل لحماية أثرياء ليمارسوا ركل الكرة بطمأنينة في عدن .
 
من يتابع مارثونية هذه البطولة منذ بداية الإعلان عنها وإقامتها في عدن حتى اللحظة، حتما سيصل إلى أمر بديهي وهو أن الرياضة في منطقة الجزيرة العربية واقعة تحت هيمنة السياسة وهي من تقرر عنها كل أمورها، وإن إصرار السلطة في صنعاء إقامة هذه البطولة رغم كل العجز الأمني والاقتصادي وانعدام البنية التحتية دلالة على أن هذا النظام يبحث عن نصر وهمي حتى وأن كان في إعداد بطولة كروية، وأن هذا النصر الوهمي وأن حدث سيغطي عن أن اليمن فعلا دولة منهارة وعلى وشك التشطي والتمزق، وأن السلطة ورغم مظاهر القوة المفرطة هي اضعف من أن تحكم خارج المدن الرئيسية.
 
يعتقدون أن إلغاء هذه البطولة أو نقلها إلى دولة أخرى هي إهانة لليمن بينما يتناسون عنوة أن إقامتها رغم كل هذا القصور هي الإهانة الحقيقية لوطن مازال يعيش خارج الهامش العصري بمراحل طويلة والإعلام الخليجي لن يرحم حينها، والجميع سيتحدث عن كل الفضائح التي ستحدث وسنصير مضغة وأضحوكة لدى الخليجين المعتادين على مستوى معين من التنظيم والاستضافة والتعامل .

 
لا يمكن لجيش مكون من ألف جندي أن ينظم عقلية مسئول ينظر إلى هذه البطولة كغنيمة يسهل أخذ ما يمكن أخذه، كما لا يمكن لعقلية شخص كان أبوه شيخ قبلي وورث المشيخة منه و شاءت الصدف أن تجعله مسئولا أن يتفهم ويستوعب البرتوكولات والتنظيم، فتلك عقلية عاشت وتربت وترعرعت على الفوضى التي سمحت لهم ولأمثالهم بالثراء المفرط وبتولي مناصب لو كانت هنالك دولة حقيقية لما حلموا حتى بموظفي أرشيف في وزارتهم.
لا أحسب أن الحديث عن هذه البطولة ذات جدوى، والأيام القادمة حبلى بكل مخجل، لأن هذا وطننا ونعرف جيدا مقدرته ومستواه، لكن كان الحديث عن هذا الجيش الذي تم إرساله إلى عدن، لأن المشكلة لن تكون بالمواطنين بقدر ما هي بعقلية مسئولي الفيد ذوي العقليات العشوائية .



تعليقات

  1. طز فيك .. آنت ومقالك التافه مثلك

    ردحذف
  2. هادا مش احتلال اسناد احمد..
    هادا علشان الامن بسسب المشاكل الي في عدن
    فلا تفعضو لاشيا

    ردحذف

إرسال تعليق

بإمكانك كتابة ما تشاء، لك مطلق الحرية ، فقط حاول ان تعبر بطريقة جميلة .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزنداني، إنه كاهن الخراب

تساؤلات

خرافات جنسية