لستم أكفاء لتحرير وطن.
الجنوب لن يتحرر بوجود كل هذه القيادات الحالية، والجنوب لن يتحرر لأنه وحتى اللحظة لم تأتي قيادة تتحمل قدر المسئولية المناطة إلى عاقتها وتجمع الجميع تحت سقف واحد للمضي نحو الهدف المراد تحقيقه. الأمر ليست لعبة ندخلها ونتسلى بها ثم نتركها متى ما سئمنا منها، الأمر أكثر جدية من ذلك، فهنالك شعب يعاني ويمر بحالة غليان وترقب، شعب وضع كل ثقته بقياداته ليحقق له ما يريد، لذا فحالة العبث والمماطلة والتمنع الذي تبديه تلك القيادات غير لائقة لا بالقضية الجنوبية ولا حتى بأية قضية سياسية مهما كان حجمها. أخشى ما أخشاه بأن تلك القيادات _ كلها وبدون استثناء _ قد ترسخت في عقليتها أنها اكتسبت صفة شرعية وأنها ستبقى تحظى بالنفوذ الحالي إلى الأبد، وهذا احتمال وارد جدا، فمن يطالع قائمة تلك القيادات سيجد أنها ربيبة جيل مارس أسوء أنواع الاستبداد والتسلط والديكتاتورية وأنهم أن لم يكونوا شركاء في إصدار قرارات تعسفية فهم منفذين لها عن قناعة تامة، تلك القيادات لم تعترف _ وهذا مدون في تاريخها السياسي _ في يوما ما بإرادة أو رغبة أو مشورة الشــعب، ولعل التاريخ والممارسة الماضية قد تركت أثرها ...