المشاركات

عرض المشاركات من أبريل ٢٦, ٢٠١٥

لماذا خانت قبائل حضرموت

صورة
عندما انسحبت الميليشيا العسكرية التابعة لعلي صالح من مدينة المكلا وقامت بتسليمها إلى تنظيم أنصار الشريعة وأطلقت كافة مساجينها، سمعنا مباشرة بأن قبائل حضرموت قررت الزحف إلى تلك المدينة لتحريرها وإعادتها إلى الشرعية، وفعلا توافدت تلك القبائل وتوجهت بعد عدة أيام بإتجاه المكلا ، وتوقع الجميع بأن المعركة لن تطول كثيرا، فأهل حضرموت وبطبيعتهم المتدينة المعتدلة ترفض هذا التنظيم الدموي والمتطرف، وتعي جيدا خطورته عليها وعلى طريقة حياتها،   فحضرموت لم يسبق لهم أن أخرجت تنظيما متزمتا ، لذا وعبر كل تاريخها كانت توفد خير رسل للإسلام في كل بقاع العالم ، وكانت دعوتهم تنجح وتقابل بالترحيب والسرور والرضا. لذا كان من المتوقع جدا بأن البيئة في حضرموت هي بيئة طاردة لمثل هذا الفكر الذي يرى في قتل الأبرياء أمر شرعي وضروري والذي يقتل ويذبح الآخرين لأنهم يختلفون معه في الفكر والمذهب، جماعة مازالت يداها تقطر دما من   ما اقترفوه بحق أطباء وممرضات ومرضى مستشفى الدفاع في صنعاء، فأي جماعة تقتل أطباء ومرضى على الأسرة، هي جماعة شيطانية تحمل في داخلها كم لا يمكن تصوره من الحقد والكراهية والمباديء الغير إنساني

الحقيقة المطلقة

صورة
في زمن الخوف وعند سماع ازيز الرصاص، تلوح لي آفاق جديدة للحب، وتبدوا كل الطرق حتى تلك التي بين الموت تؤدي إليك . لا يسعني هنا إلا الكتابة للشوق واللهفة والرغبة المتزايدة، وكلما ارتفع صوت الجنون وضجيج المدافع ، يبقى همسى اعلى ، يبقى صدقي انقى ، بأنني احبك وأن اتهموني بالأ مبالاة وبالخيانة العظمى . لا يعلمون ان الحب في زمن الحرب اقوى الأسلحة، وان من يقاتل بدون حب، لا يستطيع ان ينتصر وان حربه ناقصه واهدافه كاذبة. حين احبك ، لا اكون منتميا إلى جنونهم بنساء غير مرئيات وقناني خمرة لا تسكر وقصور تشبه غيرها من الذهب والياقوت. حين احبك ، وحين احبك أكثر ، اشعر بوحدانية الوجود ، وبأن هذا الكون محدث منذ ابصرت عيناك الحياة ، وبأن هذا الإقتتال ما هو إلا حالة طارئة ما يلبث ان يتلاشى كالبخار ، لتبقين انت الحقيقة المطلقة .

حتى لا تكون اليمن الحلقة التالية بعد سوريا

صورة
قبل كل شيء شكرا للجغرافيا، فلولاها، لربما لم يلتفت أحد إلى ما يحدث في اليمن، وربما تركت فريسة لجهل ميليشياتها وجماعاتها الدينية المتشنجة والمهووسة بالذبح ولتركيبتها الاجتماعية الموغلة بالقدم والتي تؤسس وبجدارة أعمدة التنافخ الوهمي والتعالي النابع من قداسة جاهلية دون ان يعي موقعه الحقيقي في الأقليم أو حتى في العالم. الجغرافيا التي تحكمت بوضع اليمن وجعلتها مجاورة لمنابع الطاقة التي تزود العالم بثلث مخزونها النفطي، جعل العالم ينظر إلى اليمن لا كدولة لها مكانتها المعتبرة بين الدول، بل كمكان جغرافي مثير للقلق والبلبلة الناتجة عن فشله في كل شيء، والذي أنتج هذا الإحتراب المخجل بينه وبين نفسه والذي يعد نتيجة طبيعية لفشل الشعوب في إدارة نفسها وإقامة دولتها المدنية.   العالم لن يسمح لدولة فاشلة مثل اليمن، وشعب يجهل أن يحدد مصالحه بأن يؤثر على منابع النفط أو مضائقه البحرية أو أن يضر بالاقتصاد العالمي ولو بحده الأدنى، فهذا العالم الذي تحكمه مصالحه لا يتهاون ابدا مع هذه الأمور وأن أضطر إلى خوض اكثر من حرب في أكثر من بقعة في العالم، واليمن لا تستثنى من هذا الأمر، لذا كان من الطبيعي