ما حدث في العراق هل سيتكرر في الجنوب
مازلت أتذكر ندوة أقيمت في أحد القنوات العربية لمناقشة الدستور العراقي الذي كان للتو أعد من أجل التصويت عليه، وتوقفت كثيرا عند بندا فيه تضمن حرمة وقداسة للعتبات المقدسة، مما أعطى لوجودها قوة دستورية شرعية ومنحها حصانة قانونية وأباح عملها وجعلها من ضمن أعمال الدولة. كان الأمر بالنسبة لي مخيف، فتلك كانت ردة كبيرة، كما أنني أيقنت بأن العراق سيدخل مرحلة مظلمة جدا يأتي بعدها انفجار دموي طائفي، فالدستور العراقي هنا انحاز لطائفة دينية بعينها على باقي الطوائف التي تزخر بها العراق، وجعل كعبها عالي على الآخرين، كما أنه منح الوعي القروسطي المبني على قوة وهيمنة الموتى على مقدرات الأحياء حضورا نافذا، فباتت تلك المراقد تنافس الأحياء في التحكم بمصائر المواطنين.، وبالتالي منح المرجعيات الدينية سلطة عليا، ونحن نرى كيف أنه لا يمكن لسياسي أم يقر قرارا دون موافقة تلك المرجعيات ومباركتها، فباتت شرعيتهم الدينية فوق الشرعية القانونية للدولة. والان وبعد أكثر من عشرة سنوات من ذلك الدستور، تأملوا أين وصل العراق، وشاهدوا النفخ الطائفي المستعر، والجنون المذهبي، وكيف صار القتل على المذهب عمل روتيني و...