عندما نتحدث عن التمذهب والطائفية فهذا لا يعني إطلاقا بأن المتحدث هو طائفي أو منحاز إلى أحد المذاهب، فالتمذهب في الدين هو أحد اهم أسباب سقوط الدين وتشتته وتحوله من اداة أخلاقية بناءة إلى معول هدم وكراهية. والحديث عن التمذهب من خارج الصندوق المذهبي والديني هو من أكثر الأحاديث شمولية وأكثرها اتساعا وموضوعية، وبما أن المنطقة العربية تعج بكل ما هو طائفي فمن غير الطبيعي عدم التطرق لهذا الأمر وخاصة أنه له انعكاسات خطيرة على اليمن وعلى النسيج الاجتماعي والثقافي معا. من يعتقد بان ما يحدث الان من اقتتال طائفي هو نتيجة طفرة مذهبية مفاجأة هو ولا شك واهم، لأن هذا الأمر " المفاجيء " لا يمكن له أن ينتج كل هذا القتل والخراب والاحقاد، فالأمر كان يستعر تارة ويخبوا تحت الرماد تارة أخرى، وأن سبب تفاوت هذا الأمر بين الظهور والتخفي يكمن في السلطة السياسية والتعالي العرقي و المناطقي، فكما هو متعارف بأن من يجب ان يحكم شمال اليمن هم من تلك القبائل الزيدية الصرفة سواء كانت زيدية أمامية أو زيدية جمهورية، فالمسمى التي تعمل تحته غير مهم مادام النسق مستمر والثقافة القبلية هي السائدة ونفوذهم هو...