ماذا يمكن أن نتعلم من فتاة أبو سكينة
من أحدى قرى جازان تخرج فتاة من داخل بيئة منغلقة لتعلن ثورتها الإنسانية حتى تنال ابسط حقوقها الآدمية ألا وهي حق اختيار شريك الحياة الذي تريد أن تقضي معه بقية حياتها ، هذا الحق الذي تم مصادرته تحت مختلف الحجج التقليدية والإصرار على بقاءه داخل صندوق مقدس لا يفتح ولا يناقش لأنه يعتبر في نظر المجتمع تعدي فج على سلطاته الذكورية وتجاوز لشرف القبيلة وطعن بقيمها وأرثها . كان ينبغي للفتاة السعودية هدى أن تخضع لواقعها وتقبل بالحياة الرتيبة التي وضعها لها من يتحكم بمصيرها وأن تتقبل الحياة كيفما اتفق ، وهي وان فعلت ذلك فلن تكون خارج السياق أو المعتاد، لن تكون امرأة مميزة أو حتى امرأة مطيعة، فوسط كل هذه الطاعة ، لا يعتبر الانصياع شيء مختلف، لكنها أيقنت بأن ما سيحدث لها هو قهر لكينونتها الإنسانية وكبح لمشاعرها الطبيعية المكتسبة بالفطرة ، وأنها وأن قبلت بالمخطط المعد لها سلفا، فهذا يعني موتها وهي على قيد الحياة ، وأن أي عمل آخر ومهما كانت عواقبه لن يقل سوءً عن ما أعد لها سابقا. كان ولا شك قرار يحتاج إلى الكثير من التفكير والصلابة والعزم، وأن تقرر فتاة مغادرة بلدها منفردة إلى بلد آخر...