لماذا تخلى الإشتراكي عن الدولة المدنية
الدولة المدنية هي نقيض يقف في الجهة الأخرى من الدولة الدينية، والدولة المدنية هي دولة محايدة لا تحمل أية مراسم أو انتماءات عقائدية لأن هذا يعني وبالضرورة وقوفها بالمنتصف بين جميع تشكيلات وأصناف المذاهب التي ينتمي إليها الشعب . لا يمكن بحال التدليس والقول بأننا مع الدولة المدنية ضمن ضوابط دينية، هذا كلام فارغ من أي محتوى والتفاف صريح على نقاء الدولة من أية شوائب قد تضرها في المستقبل، لأن الدولة التي تتشح بمصادر تشريعية دينية هي دولة لا بد و أن تنحاز إلى فئة ضد فئة أخرى، وهي دولة لا تتصف بالصفات الأمومية تجاه مواطنيها، وأنها ولا بد ستميز جماعة وتضطهد أخرى، مما يعني عودة إلى ذاك النفق المظلم الذي سئمناه . الدولة المدنية ليست دولة كافرة أو ملحدة، أنها اقرب من هذا الشيء، والدولة المدنية ليست دولة دينية أو رجعية، إنها أعلى من هذا الشيء، لذا هي تستطيع أن تحتوي الجميع دون تمييز أو فرز وتستطيع أن تجعل موازين رؤيتها تنطلق من وعي إنساني أولا ثم من مسئولية تجاه شعبها على أسس المواطنة المتساوية. مطلب تحقيق الدولة المدنية هو مطلب طبيعي لأي شعب واعي يسعى خلف حقوقه، أم...