رحلة في عقل عبد الملك الحوثي
لا يمكن أخذ صورة كاملة عن شخص ما من خلال لغته وإيماءات جسده دون البحث عن عمقه الاجتماعي وخلفيته الفكرية ، لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ومقلد يكتسب معرفته من المخالطة والمتاح والمسموح له ، فالشخص الذي يعيش في المدن يختلف عن ذاك الذي تربى في الأرياف، كما ان طبيعة المجتمعات الثرية لا تشبه طبيعة المجتمعات الفقيرة وأنماط العيش والتفكير وحتى المفردة اللغوية تختلف من إنسان نما وعاش في وسط مجتمع معاصر عن آخر لم يألف تلك الحياة، والاختلاف هنا يكمن في النظرة إلى الشيء الواحد ومن زاوية واحدة إلا أن كل منهما لا يرى الشيء مجردا ولكنه يضيف إليه خلفيته الفكرية والاجتماعية مستندا على مجموعة من القيم والمفاهيم حتى يخرج بتصور كامل عن الأمر ومن ثم يقوم بنقل ما راه إلى الآخرين، ولعل أمثلة دخول الأجهزة الحديثة والتي راينا كيف تمت مقاومتها في مجتمعاتنا بينما قبلت بترحاب كبير في مجتمعات أخرى، فالمذياع والتلفاز والبث الفضائي كلها أمور مشتركة بين البشر، ولكن النظرة إليها تختلف بناء على اختلاف المرجعيات الدينية والفكرية ، وايضا الفن والموسيقى الذي مازال محل جدل فقهي لدينا بينما هنالك امم تستغرب أن تكون ...