كلفوت في قصر الرئاسة


انقضت تقريبا سنتان منذ أن تولى هادي حكم اليمن وبعد أن تم تشكيل حكومة مشتركة بين النظام السابق الذي قامت عليه الثورة وبين معارضة النظام السابق الذين كانوا ضمن الحقل السياسي القائم في تلك ألفترة ولا داعي بان أتطرق إلى الحصانة التي شملتهم جميعا بدون استثناء ،  لأن التذكير بهذه الأمور تجعلنا نشعر بالإحباط الشديد.
سنتان وكنا كل ما نأمله هو أن يتحسن الوضع كنتيجة طبيعية لزوال الشخص الرئيسي المتسبب بكل هذا الخراب في اليمن، أو على اقل تقدير أن يبقى الوضع السيئ كما هو لفترة محدودة ومن ثم يتم التقدم خطوة بخطوة نحو ألأفضل ،  إلا أن ما آلت إليه الأوضاع الآن هي وبكل المقاييس انتكاسة سياسية واقتصادية واجتماعية.
كل ما يعرفه الشعب بأنه هنالك شخص يدعى كلفوت وهو سبب هذه المعاناة، والمعاناة المقصودة هنا هي الكهرباء التي لم تعد موجودة في اليمن، وأن الشعب بات يعاني كثيرا من هذا الأمر، بل أنه هنالك ارواحا لمرضى في المستشفيات تزهق بسبب انقطاع التيار الكهربائي وأن حالات الحر الشديد في المناطق الساحلية لا تطاق، كما أن المدن تصبح كومة ظلام تنشر البؤس في ارجائها.

حكومة الوفاق هي حكومة بدون معارضة، مما جعل فشلها الواضح امر لا يتحدث عنه أحد، وصارت هذه الحكومة كومة خراب لا تقوى على عمل أي شيء بقيادة رئيس وزراء فاشل جدا لسبب بسيط وهو انه وبكل تاريخه لم نشهد له نجاح واحد في أي منصب سبق وأن تولاه.
فمعاناة الشعب لا يتحدث عنها أحد ولا يبدوا ان أحدا من تلك الحكومة معني بها، والإنفلات الأمني بلغ مستويات عالية جدا لدرجة أنه بإمكانك ان تقتل ثم تخرج على أحد القنوات الفضائية لتشرح اسباب قتلك دون أن يتم القاء القبض عليك.

الغريب في الأمر أن هادي يبدوا أكثر شخص غير معنى بمعاناة الشعب اليومية، وهو وحتى اللحظة لم يتحدث عنها بشكل مباشر ، الرئيس هادي يبدوا أنه يسعى لأمور أخرى هي بعيدة  كل البعد عن إهتمامات وطموحات هذا الشعب المسحوق.
لم يساورني شك ولو للحظة واحدة بأن الدولة لو ارادت فعلا القضاء على ظاهرة انقطاع الكهرباء لفعلت ذلك ، ولكني اعرف ان الفساد ايضا له رأي آخر، وهادي ليس ملاكا منزلا علينا من السماء، إنه كان نائب لرئيس فاسد وضمن حزب فاسد وكان يعمل معه ويتشارك معه، هادي نطفة سلالية عن نظام حكمنا اكثر من ثلاثون عاما ولم يستطيع أن يبني مستشفى واحدة، فهل سيستطيع هادي أن يقوم بشيء مختلف، أنه يبدوا متهاونا ومتعاونا وضعيفا ومحابيا لمراكز القوى، أنه يبدوا شيء بالكاد نستطيع أن نشعر بوجوده، بينما الأمور كلها خرجت عن السيطرة.

كلفوت ليس رجل مخرب، بل كلفوت هو الرئيس وهو المتحكم في اليمن، وهو الرجل القوي الذي يجب ان ينتقل فورا إلى قصر الرئاسة بينما على هادي أن يبحث له عن وظيفة ثانوية فهذا المكان اللائق له وهي الوظيفة التي يجيد العمل عليها .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علمانيون من اجل الجنوب

مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح

خرافات جنسية