بين السيد والشيخ ..ما هو موقف المواطن


-      نقطة نظام
حالة ألا دولة وألا فوضى السائدة الان هي نتيجة طبيعية لحكم علي صالح الممنهج والمتقن في صناعة ألتخلف ، فذلك الرجل ومهما حاولنا ان نصف كراهيته لليمن وانتقامه منها لن نستطيع ابدا لأنه تفوق على نفسه واستطاع أن يضع بصمته التاريخية التي ستظل تبعاتها السلبية عالقة على هذا البلد الي فترة طويلة.
لن نتصور ابدا بأن ما يحدث الان هو نتيجة فقاعة صابون ظهرت فجأة ، لا ابدا ، بل هي تراكمات سنين طويلة من العمل الدءوب والصناعة المتقنة لإفراز كل هذه الترهلات والهشاشة، فكما يحتاج النجاح الي عمل وإخلاص استطاع صالح أن يثبت بان صناعة الفشل المتجذر تحتاج ايضا إلى عمل وتفاني ودهاء غير شريف.

-      ال الأحمر
ماذا يعرف المواطن البسيط عن هذه الأسرة، بل ماذا يذكر لها من حسنات تعود بالفائدة البسيطة عليه ، وايضا ماذا يعرف المواطن عن تاريخها وماضيها وكفاحها ونضالها وتضحياتها لهذا البلد ، انا شخصيا لا يحضرني شيء من هذا القبيل، بل أنني قمت ببحث وثائقي قبل أن اكتب هذه المقالة بحثا عن مستوصف أو مدرسة أو ملجأ ايتام تكفلت بها هذه الأسرة ، لم أجد، وكل ما وجدته هو كانتونات ومراكز قوى ومناهضة دائمة وبإصرار عنيف لمنع قيام اية بوادر للدولة والنظام والقانون، ودائما وعبر كل ما يملكونه من إعلام ونفوذ ينافحون عن القبيلة كمحتوى بشري يتجاوز بأهميته محتوى الوطن ، بل أن نظرتهم للقانون الذي يساويهم مع الآخرين هي نظرة دونية وساخرة .

هل هذا هو المهم في هذه الأسرة ...؟
حتما لا ، فهنالك الشيء الأكثر أهمية وهو أنهم دائما كانوا يشكلون الوجه الأكثر قتامة في السلطة الحاكمة، ودائما ما تكون لهم حصتهم سواء من المال العام او النفوذ أو الفوائد الاقتصادية والتي لا علاقة لها ابدا من قريب او بعيد بصندقة حميد الأحمر، آل الآحمر هم ولمدة ثلاثون عاما أهم ركيزة استند عليها نظام علي صالح بل هم العصى التي كانت له بها مآرب أخرى.
يعرف الجميع أن قيام دولة حقيقة هو امر يتعارض ومع مصالح تلك الأسرة وأنه ومهما ادعوا عكس ذلك، فهم ومن صميم قناعتهم يعملون ضدها ويحاربوها وقد ياخذوا البلد الى متاهات مظلمة مقابل عدم قيام دولة يمنية حديثة.

-      عبد الملك الحوثي
ماذا لو قمنا بنزع عقل عبد الملك الحوثي وتشريحه لمعرفة ماذا يدور بداخله، لا اشك اطلاقا بعتمة ذلك العقل الغائر في أعماق التاريخ، وذاك اليقين التام بعلو عرقه ونسبه وصلته الخاصة بالسماء وأن كل ما يقوم به هو يقع ضمن تنفيذ رغبات آلهية خاصة اوكلت إليه بشكل حصري.
إنه يمثل التيار الديني الأكثر بابوية في الدين الإسلامي مثقل بكثير من الأحقاد التاريخية التي يرغب بتصفيتها ، كما أنه يمثل أكثر التيارات غموضا وعدم إعلان صريح عن اهدافه ومبادئه ولا يتوقف اطلاقا عن تكرار ان كل ما يقوم به هو دفاع عن النفس فقط.
سيستمر الحوثي في خوض هذه الحرب ضد كل القوى الفاعلة في البلاد ولن يتوقف ابدا، وسيجد الذريعة تلو الآخرى للاستمرار في هذه الحروب وليس من المستبعد ابدا ان يصل إلى صنعاء في ظل انعدام تام للدولة وجيشها وأمنها.
طموح الحوثي هو دولة إسلامية على الطراز الشيعي الذي يؤمن بولاية الفقيه وهي النسخة الأكثر تطورا في هذا المذهب حيث تمنحه هذه النسخة سلطة دينية واسعة الصلاحيات وتدعي الاتصال المباشر بالسماء، وان حديثة وتصرفه وتوجيهاته ما هي إلا حديث وتصرف وتوجيهات الله في علوه ، إنه الإخضاع التام للإنسان اليمني تحت بند آل البيت ونقاوة عرقهم الرباني.

-      المواطن
وأنا اقصد به المواطن الغير متورط مع أي طرف، المواطن العادي والبسيط الذي لا يجد الماء والكهرباء في منزله بينما هي عامرة في منازلهم، لا يجد الغذاء والصحة بينما هي تصلهم على ارقى المستويات ، المواطن الذي لا يجد عمل يطعم به اسرته بينما الأموال مكدسة لديهم في البنوك ، هذا المواطن الذي حتما يشمت من داخله لما يحدث لهم ولا يشعر بأي تعاطف معهم.

هذا المواطن الذي يجب ان يتعلم من هذه الدروس ويعرف جيدا بان القبيلة والدين المسيس والعسكر هم ادوات هدم ونهب فقط، وان الدولة الحديثة لا تقوم بوجودهم، وان عليه ان يختار وينحاز دائما للدولة الحقيقية التي ترعاه وتؤمن له حياة كريمة.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علمانيون من اجل الجنوب

مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح

خرافات جنسية