أعلموا ان القضية الجنوبية في حالة يرثى لها
هنالك من يسعى لقتل الروح الجنوبية ودفنها كجثة لا بواكي عليها، هنالك من يعمل جاهدا على إنهاء قضية إنسانية نبيلة بطريقة الموت البطيء التي يضمن بعدها بأنها لن تقوم ابدا، لأن الهزيمة العسكرية لا تعني إنها القضية بقدر الهزيمة المعنوية وسحق الإرادة، فهذه الطريقة الوحيدة التي تضمن الحسم.
ستموت قضية الجنوب، وستنتهي لا محالة ، فكل ما نراه ونشاهده يمضي نحو هذه النهاية ، والشعب الجنوبي سيكفر بقضيته وربما يلعنها ويلعن اليوم الذي أعتنقها وقرر القيام بثورة "سلمية" ، الشعب في الجنوب قد يصل إلى نتيجة بأن اسوء ما قام به عبر تاريخه كله هو محاولة القيام بثورة واستعادة وطنه، لأن كل ما نراه يحدث الان يضع أكثر من علامة أستفهام، ما نراه الان لا يمكن تفسيره إلا بأنه هنالك مخطط حقيقي من الداخل لنخر الإرادة الجنوبية وإفراغها من أي معنى حقيقي للوطنية والنضال وجعلها فضفاضة وعشوائية ورتيبة.
لا بد من أنه هنالك مسئول ما او جهة ما تقف خلف هذا العمل، فهذه الأمور لا يمكن لها أن تمضي بعشوائية قدرية ، هناك من يضع الخطط وهنالك من ينفذ، وهنالك من هو متغلغل في اوساط التنظيمات الجنوبية لتفكيكها وجعلها جزر متباعدة تكيل بالعداء لبعضها وترى في تصفية خصومها أولوية على تحقيق أهداف الثورة والتحرر ، هنالك من يثبط الهمة ويضع العصى في الدولاب ليعيق سيرها، هنالك من يمتلك المال والنفوذ والمقدرة على كل هذا.
لأنه أن لم يكن هنالك احد مسئول ، ولم تكن هنالك غرفة عمليات تدار باحترافية استخباراتية لجعل القضية الجنوبية فارغة من أي معنى، فأن الاحتمال الآخر مؤلم جدا ومهين بذات الوقت، لأنه يعني بأننا شعب غير كفوء وثورتنا ثورة طفولية ونزوة تعبر عن حالة إحتقان ما تلبث أن تهداء وتنتهي بإنتهاء الحالة ذاتها، لأنها تعني بأنني شعب لا يقل تخلفا عن محتليه وأننا نساق بالعصى كما تساق الماشية نحو حتفها أو في مرعاها ، وللأسف لا يوجد خيار ثالث .
أما ان نكون أو لا نكون ، هذا هو الفصل، والان نحن من نمتلك قوة الخيار والتنفيذ ، أما ان نعي جيدا حساسية المرحلة وانتقاليتها أو أن نطوي خيامنا من الساحات ونعود ألى منازلنا ننتظر ماذا سيرى الحوثي في امرنا ، الحوثي الذي بات من الواضح بأنه لن يكتفي بحكم الشمال ، بل انه يتمدد بقوة السلاح الضخمة التي يمتلكها وبعقيدته المتطرفة التي يغسل بها أدمغة القبائل التي تتبعه، وعندما تلتقي القوة والعقيدة المتشددة، فهذا لا يعني إلا حرق كل من لا يتبعها، وحالة الا ممانعة وإلا أنصياع التي يعيشها الجنوبيين هي حالة خطيرة لأنها ستهلك الكثير من الأنفس دون تترك أي نتيجة إيجابية على الجنوب والجنوبيين ، نعم نحن مترددون و حالة التردد تعني عدم الإيمان والقناعة بما نفعله ، والحوثي صاحب الأفكار المبهمة والغامضة والنوايا الخفية تجاه الجنوب ، يهمه أن تبقى الأمور عائمة بهذه الصورة حتى يفرغ من ترتيب البيت في صنعاء ، لأنه حينها لن يتردد في اكتساح الجنوب كله وفرض حكمه بالقوة.
الأمر أكثر من مهم، أنه خطير، ولا يحتمل كل هذا العبث الصبياني الذي نراه في الجنوب، بل أكاد أجزم بأن القادة الغائبون عن المشهد السياسي بغرض إنهاك الوقت وإضاعته هم متواطئين مع الحوثي بشكل او بآخر، أنهم يقومون بدورهم لعرقلة النهج الثوري الجنوبي الذي هو في النهاية يصب في مصلحة الحكام الجدد في صنعاء.
نحن في حالة يرثى لها فعلا ، وسيتم كما يبدوا اخضاعنا بالقوة للشمال وبأيادي جنوبية كما جرت العادة .
تعليقات
إرسال تعليق
بإمكانك كتابة ما تشاء، لك مطلق الحرية ، فقط حاول ان تعبر بطريقة جميلة .