يا هادي تحدث حتى اراك
قال ارسطو مخاطبا أحدهم، تحدث حتى اراك، رغم ان هذا الشخص كان واقفا
امامه، لكن وجود هذا الشخص وبأية هيئة كانت لا تعكس إطلاقا ماهيته وحقيقته، لأن
الإنسان ليس بما يرتديه ولكن بما يحمله من فكر، فاللغة والمفردة هي أداة التواصل
مع الآخرين، وهي من تخبر الطرف الآخر من تكون ومن أنت وبدون ذلك فستظل نكرة ومجهول
وغامض ومحل تساؤل وشك وريبة.
وهذا الأمر وأن كان بغاية الأهمية بالنسبة للشخص العادي، فهو يكسب
أهمية أكبر بشأن الشخص الذي يتحمل مسئوليات بلد بأكمله مثل الرئيس هادي الذي
مازلنا ننتظر منه وحتى اللحظة أن يطل علينا بخطاب يتحدث فيه الي الشعب، فأهمية هذا
الخطاب لا تكمن بشوقنا الي رؤية محياه بقدر رغبتنا بمعرفة (من أنت) وماذا حدث، وما
الذي سيحدث، واخيرا ماذا تريد ان تفعله.
أن حديث الرئيس إلى شعبه تعكس
احترامه لهذا الشعب ورغبته باطلاعهم على امور هي من ابسط حقوقهم وخاصة أن البلاد
تمر بمرحلة دقيقة وتاريخية جدا.
قد نفهم بان فترة الظل التي عاشها هادي ابان فترة حكم علي صالح وبقائه
معزولا عن الجماهير وعن الحياة التفاعلية مع الشعب هي فترة مازالت تلقي بظلالها
على طبيعة عمله، لكن اليس من المفترض بأنه هنالك من هم حوله ليخبروه بأن تجاهله
للشعب وبهذه الصورة المستمرة يعني عدم مبالاة بهم وان بقائه معزولا عنهم و في برج
عاجي وبستائر ثقيلة أمر لا يمكن قبوله ابدا، فهادي يحكم شعب، وهذا الشعب يعاني
بشدة جراء سياسته وسياسة حكومته، ومن حقه أن يعرف ماذا يجري.
فبحق الله يا هادي، تحدث حتى
نراك .
تعليقات
إرسال تعليق
بإمكانك كتابة ما تشاء، لك مطلق الحرية ، فقط حاول ان تعبر بطريقة جميلة .