هل تجتمع دولة مثل الامارات مع تنظيم ارهابي في مكان واحد ؟



ما تقوم به دولة الامارات العربية المتحدة في الجنوب العربي يتسق تماما مع منهجها الإنساني الأصيل والنابع من القيم العربية الراسخة رسوخ اودية وصحاري وجبال جزيرة العرب، وكل غرس يضعونه في عدن سينمو ويترعرع ليذكر جميلهم وعرفانهم، فلا يمكن إطلاقا تثمين هذه المواقف الإماراتية،  فهي جاءت في وقت كنا بأمس الحاجة إلى ايادي بيضاء تمدد إلينا وتنتشلنا من مأزق الله وحده يعلم كيف كنا سنتجاوزه.
عدن الان تعيش أبهى مراحل حياتها والمتمثلة في مد شرايين الحياة بداخلها وإعادة تأهيليها وإعمارها بما يتناسب مع تاريخها وموقعها، عدن ستغدو عاصمة يباهي بها كل مواطني الجنوب العربي لتعود منارة للفكر والتحرر والمدنية، وهذا لن يتم إلا بالتعاون بين الداعمين من دولة الامارات وبين المقاومة ومواطني عدن المخلصين الذي يرفضون أن تبقى الدواخل والطفيليات تعشش بينهم، لأنه لا يمكن لأحد أن يبني دولة متحضرة ومنتعشة إقتصاديا وثقافيا ويعيش مواطنيها الرفاهية بوجود تنظيمات إرهابية ترى أسمى معاني الحياة هي في القتل والموت، هذا لا يستوي و لن يكون، والجنوبي عليه أن يفهم بأن الخيار حتمي  وهو ما بين الدولة وألا دولة، ما بين الحياة والكرامة و بين  الموت والتفجيرات وخوض حروب فارغة مع طواحين الهواء.
بالمعنى السليم والصريح، علينا في الجنوب العربي ان نستغل وجود الأخوة الإماراتيين ونخوتهم الأصيلة في عمل كل ما يمكن عمله لأجل وطننا، فهذه فرصة لا اخالها ستتكرر ابدا، وخاصة إذا علمنا بأن دعمهم قد شمل كل مناحي الحياة الاقتصادية والخدمية والأمنية والعسكرية، وبالتالي فهي تقدم خدمة لا يمكن لها أن تنجز كما يجب مالم نتعاون نحن معها ونكن على قدر من المسئولية والوطنية التي ستجعل من بلدنا يقف على قدميه من جديد.
لا يمكن بحال نكران وجود منظمات إرهابية في عدن خاصة وفي الجنوب عامة، واسوء أنواع الإرهاب هو ذلك المتمثل باسم الله، فهنالك جماعات تؤمن بأن القتل هو الطريق الوحيد لنيل رضا الله ومن ثم دخول الجنة والتمتع بملذاتها الحسية وأنه لا طريق آخر غيره، هذه الجماعات لا يمكن التفاهم معها لأنها ترفض لغة الحوار ولا تعترف به، انها تراها نوع من المهادنة والنفاق وقلة الإيمان، وان لغة التواصل الوحيدة يجب أن تكون أما الخضوع لها ولقوانينها أو الموت مباشرة.
الامارات العربية المتحدة قدمت إنموذجا عالميا للانفتاح، وصارت مدنها قبلة لكل سكان الأرض ، كما أن موقفها معلن وواضح تجاه المنظمات التي تستغل الدين في عملها السياسي ، وهي تعلم جيدا أنه بوجود تلك التنظيمات ما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه، والامارات لا تبخل ابدا في نقل تجربتها إلى من يطلبها، ونحن في الجنوب  بأمس الحاجة إلى مكافحة تلك المنظمات التي باتت تنتشر في كل زاوية وحي ومنطقة وتوزع إرهابها وتطرفها على الجميع وبقوة السلاح، والجميع بات يعرف بان تلك الجماعات لا تتوقف ابدا إلا بالقوة والغلبة، ودون ذلك ستظل تمارس غيها على الجميع بدون رادع.
الأمر مناط الان بيد المقاومة الجنوبية التي عليها ان تعي جيدا خطر هذه الجماعات الدينية وان تتوقف فورا عن تعليق وجودها على شماعة الحوثي أو المخلوع، فمهما كانت الأذرعة التي تحرك هذا التطرف فهذا  لا يلغي ابدا تطرفها وخطرها، وعلى المواطن الجنوبي ان يكون رجل الأمن الأول في التبليغ عن أماكن تلك الجماعات  والتكاتف جميعا لصد هذا العدوان الأخلاقي المهين على القيم الجنوبية والثقافية والحضارة الجنوبية.
بمعية الامارات العربية المتحدة المعروف عنها جديتها في محاربة التطرف الدموي وتكاتف المقاومة والمواطنين نستطيع ان ندحر هذه الجماعات وإلى الأبد وان نوصل إليها رسالة واضحة من الجميع بأن الجنوب العربي منطقة آمنة ومستقرة وغير صالحة لتواجدهم.
هذه فرصتنا الأخيرة، اما ان نجيد استغلالها او عندما تفوت لن يلتفت الينا أحد وستعيث تلك الجماعات الدينية في الجنوب خرابا قد يتجاوز بمراحل كثيرة ما تركه الحوثي والمخلوع، فخراب التطرف الديني لا يكتفي فقط بخراب البنية التحتية والخدمية، بل يصل إلى الخراب الفكري ويترك أثره العميق في النفوس، فتصير الناس والمجتمعات أكثر انغلاقا وعداوة للآخر وتعيش حالة من الصراع النفسي والفكري المتأزم وتعزل ذاتها بسياج تاريخي عنيف، وهذا ما لا نريده لنا ولا لأجيالنا القادمة.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزنداني، إنه كاهن الخراب

تساؤلات

تباهي