في شبوة ، هناك مواجهة مباشرة مع علي محسن .
لم
يكن من الصعب تصور أن جيش علي المحسن الضخم
والراكد منذ خمس سنوات في مأرب انه ينوي
فعلا التحرك نحو صنعاء لتحريرها، فأي
متابع للأحداث هناك وبعد فترة وجيزة سيصل
إلى قناعة بان ذلك الجيش يتم إعداده لحروب
أخرى لا علاقة لها نهائيا للهدف الذي وجد
من أجله.
عندما
تم البدء في تشكيل الجيش في مأرب لاحظ
الجميع بانه يؤخذ إلى مسار آخر من خلال
التوجيه المعنوي القائم على أدبيات تنظيم
الإصلاح، فلقد كان مزارا دائما لرجال
الدين الذين يلقون المحاضرات في المعسكرات
هناك لتوجيهه عقائديا وبما يتناسب مع
تنظيم الأخوان المسلمين وتتم هيكلته
بطريقة متطابقة مع ما كانت عليه الألوية
العسكرية في عهد المخلوع علي عبدالله
صالح، فهي كتائب يحكمها قادة شمال الشمال
وتنحاز قبليا لهم وتؤمن بأن الشهادة في
سبيلهم هي اعلي مراتب الإيمان، كنا نرى
ونسمعهم وعبر قنوات الإعلام التابعة
للشرعية وهم يهتفون باسم علي محسن ويتحلقون
حول أكثر رجال الدين تطرفا مثل الحزمي
والديلمي، كانت هممهم تشحذ ولكن باتجاه
آخر.
الكثيرون
حذروا من هذا الجيش، فلا يمكن ولا معقول
ان يكون هناك جيش ضخم ومسلح بمختلف الأسلحة
الثقيلة وتحميه مظلة من الدفاع الجوي هي
من اكثر الطائرات الحربية تقدما في العالم
وتخدمه منظومة استخباراتية محترفة ان لا
يتقدم ولو كيلوا متر واحد في كل سنة، بل
بالعكس، لم نرى الا استيطان في مأرب
وزواجات جماعية وتسرب فاضح للجنود وفساد
أزكم الأنوف، وكيف لا يكون هذا وضعه ومن
يقف على رأسه هو علي محسن الأكثر فسادا
على مستوى التاريخ اليمني المعاصر.
انا
شخصيا كتبت اكثر من مرة بأن هذا الجيش لا
تعنيه معركة تحرير شمال اليمن من الحوثي،
وكررت مرارا وتكرارا بأن هذا الجيش هو
فقط لتهديد الجنوب وضمان مصالح علي محسن
فيها وهذه هي معركته الوحيدة التي مستعد
أن يخوضها حتى آخر رجل فيه.
لذا
رأينا كيف تحركت الألوية الثقيلة من مأرب
مباشرة إلى شبوة لتحارب الجنوبيين وتحاول
ان تفرض وصايتها الاستعمارية بقوة السلاح
تاركين خلفهم الجبهات مفتوحة وكأن هناك
اتفاق واستئمان فيما بينهم وبين الحوثي
، كما تواردت الأخبار بأن مليشيات الإصلاح
على وشك تسليم جبهات البيضاء النائمة منذ
سنين للحوثي معتقدين بان الجنوب قد يترك
جبهة فارغة من الرجال، وايضا قيام تنظيم
القاعدة الإرهابي بعمليات عسكرية تزامنا
مع هذه التحريكات الشمالية العسكرية
الأمر الذي استدعى قناة إعلامية ألمانية
لطرح تساؤل حول قيام على محسن بتحريك
قواعده العسكرية المتطرفة لدعمه عسكريا
في شبوة.
أننا
نرى التاريخ يعيد نفسه، فحلف الشمال
المكون من جيش وقبائل ورجال دين متشددون
الذين اكتسحوا الجنوب في حرب صيف 94
يعيد
تشكيل نفسه وبذات الطريقة لاكتساح الجنوب
من خلال شبوة.
كلنا
نعرف أن شبوة ما كان لها أن تخرج عن السياق
الجنوبي التحرري، ولها في التاريخ أمثلة
كثيرة، ومحافظة بحجم شبوة لا يليق بها
إلا أن تكون هي الحكم في تقرير المصير
والأخذ بزمام الأمور وأن يكون لها كلمة
الفصل، لذا لا يساورني الشك إطلاقا بأنها
ستقبل الركوع لجيش لعلي محسن وتخضع
للميلشيا التابعة لتنظيم الإصلاح بل
ستكون الأرض التي تشكل البيئة لحاضنة لكل
جنوبي حر وترفع رآية الجنوب العربي عاليا
لتقود المعركة الأهم والأغلى ولترسل
رسالة واضحة المعاني بان الجنوب كله بات
كتلة لا يمكن لها أن تتجزأ ابدأ.
تعليقات
إرسال تعليق
بإمكانك كتابة ما تشاء، لك مطلق الحرية ، فقط حاول ان تعبر بطريقة جميلة .