وعبرو


كعادتهم كل مساء ومن خلف القباب
يدفنون مواتهم
ويعودوا إلى وجوه آسنة
تشبه أحداق أمانيهم
كعادتهم ......ينسون أطفالهم عند أول المغيب
يلتحفوا بحكايات لم يحضروها
و يتحلقو على مآذن تأتيهم كل مساء من المنعطف البعيد


هم يشبهون ذاكرتهم
بعد أن ألقاهم اليم ....
أن سيروا خلف الضوء
وتيمٌموا أن جف الرحيق
فغدا موعدكم ...أن كان للغد طريق ..


منذ حين وهم يلتمسوا النجم
يتداو على براز عيسهم
يسترقوا من أفواه الصعاليك قوانينهم
وينسون أن للمطر صلواته كما أن لعطشهم طقوسا


ورغم هذا الجفاف يزرعون موسيقاهم فوق الرمل
ويمضون حفاة يجرون الغمام
يخيطون ما تبقى من النهار
على جروحا تئن فوق أناشيدهم




استمطروا آلهة الغيث
فذبل الهواء على رموش انتظارهم
داسوا على الفراغ كل شكوكهم
أمهلوا نبيا لا يأتي ثلاثة نبوءات
أن أستدعي الأنوار تتغشى أرواحنا
وابني منازلا لا تسقط أن اهتزت جدائل السعف
وسُقنا بعيدا عن هذا الزمان
نسترعي فيه لوثة وجوهنا
ونميط القبح عن لثام نسائنا


يا ويلهم أن سلبتهم الخديعة شغف رماحهم
وطوت الريح هدوء خوفهم
يا ويلهم أن جاءهم السبي وهم يدفنون في الجدار بقايا خمرتهم
ويتراكضون كالجراد فوق بور أراضيهم
حتى كاهن المكان خلع تصنعه وهام
وألقى كأنه الخريف جفاف أوراقه
فلا أينعت خصوبتهم
ولا استفاق الحي على صلاة جديدة


لا يوجد في كل هذا الفراغ شيء
عدا أن تغور بداخله يداك
لعلك تستجلب هذه الأطياف
و تنمو من جديد أجسادا من فحيح المكان
وتصلب على رائحة الأمس رواياتهم
وتشٌيد المعابد لتستوطن بداخله مواعيد تشبه تاريخهم





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزنداني، إنه كاهن الخراب

تساؤلات

خرافات جنسية