لست عابرا

لأن السماء لم تخلقني سحابة من تحت إبطها .. ولأني لم أكن قطرة ندى تعانق صباحات الورق المثخن كرامة لأنزلق بعدها نحو الثرى ... ولأني أبحث عن موطأ قدم فوق النهود كي أرسم خارطتي وأنقب عن شهوة الصبية حين العطش والجوع ... أقول :



بصماتي الخمسة أن لامست عنقك أشعلت اللظى بها
سواء كنتِ حجرا أو شجرة أو بيت عتيق كٌتبت على حيطانه ذكريات الراحلون

فدون المنايا تسقط أقلام العذارى
موشحات ببياض الشعر وجدائل الفجيعة
  




اذا .... هل تنتظريني !؟

على ماذا صببت خمرتك
أحمر شفاة ... واكتناز نهد ...

لا يقنعني هذا كثيرا ولا يثمل رأسي كأسا أو أثنين ..لا عناقا أو قبلتين ، ولا يعجبني التمنع وقت الشدائد ،فأنا لغة بيضاء عبرت على حروفها ...... أجمل النساء .

سيدتي يا غادة الآن وكل حين ، هل زهرة البنفسج حكت لك عني .. صبورا صابرا .. أضع الجواهر قدر وضعها ، وأغني لك .. وترقص الكلمات عند وميض حِسك ..






يا أنتِ اقتربي ولا تأخذك الظنون
وهل هذه العيون تخون !

يا أنتِ يا من تختصرين كل السرد
أيعجز البحر عن لملمة عينيك !
وكيف تطير الفراشات نحوك يا قبلة الأيام ..
ما خاب ظني حين لاح في الأفق مبسمك
تكشف عن نور الله بين ثغريك 


 
  أن كان طيرا أو حوتا أو قمرا .. كلهم ناموا على ضكة نهديك .. على بداية هذه المتاهة .. وسفر التكوين الأول ...


بعد كل هذا أتريدينني عابرا ..
لمح بصر ..
برقا ومض وأندثر 



 
لست أنا من غابات الأمازون
ولست تحفة على الرف تكون
تضعيها أمام الزوار
وتكسريها وقت الملل
وحين يتلبسك الجنون

لا ... فموطني حيث شئت أنا
وجواز رحيلي عمرا ما كان
وما خطر على قلب بشر

ولكن حين تغفوا الملائكة في لحظتها الأخيرة .. وينتشي الكون رعبا وتبصق البراكين غضبها .. ويسقط آخر نجما على كفي .. سأهديك وصيتي بأن لا يمسسك بعدي ثرى الأرض أو لون السماء ولا تضحك عينيك لأحد غيري ... فما أنا إلا اندثار الأرض أن كنت كان الحب وأن فنيت ماتت كل خلية في جسدك كانت ذات يوما تبحث عن سخافات الحرية في وطنا ما عرف للحرية من وجود .


    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزنداني، إنه كاهن الخراب

تساؤلات

خرافات جنسية