للفراغ ولا شيء سواه.
صباحي متأخر، مثل كل شيء آخر ...مثل تلك المواعيد التي ما زلت أنتظرها، الهدايا التي ذبلت على أرصفة الجائلين، ابتسامة مستعارة من طفلة عقدت ظفيرتها وركضت..
صباحي متأخر جدا رغم أن الكأس الأخيرة ببلتها شفاة امرأة لا تأتي، رمت عبارتها التي تشبه وخز السنين ...
- انا لم احبك ابدا، كل ما في الأمر انني وثقت فيك لنبدء حياة جديدة!!
رائع ...الثقة تمنح لبائع الطماطم وللبواب وربما لعابرين كثر وجدنا في محياهم الق مريح..
الثقة ليست منحة تفاخرين بها ، وهي بالنسبة لي صراحة تجاوزت الصدمة بثلاثة اميال وربما أكثر .
مازال صباحي متأخرا، كانني لا اريد أن انفض هذه العتمة من تجاعيد الضوء المكابر، اراه يتلصص من خلف النوافذ ، يوشي اليك بطقس حار قد يصل إلى درجة 40 المئوية وأنه ثم عمل في المكتب لم ينجز بعد، ومشاوير روتينية يجب أن أعبرها وتاريخ في التقويم اليومي أنتظره بفارغ الصبر أن يقلب صفحته إلى اليوم التالي...
هذه الرأس الثقيلة ليس بسبب إسراف الشرب من البارحة، فقد كان الجو رائقا يشبه إلى حدا كبير ترانيم على شواطيء عذراء وقمر لأول مرة يطل على البحر، فالأمسيات الجميلة لا تؤذيك ابدا، هنالك سر لهذا الخمول، ربما تيقن وان كان متأخرا بأنه لم تعد هنالك جدوى من إستجداء الأشياء الجميلة حتى تمنحك عطايا زائدة عن حاجتها، فالكل هذه الايام بات أكثر حرصا على ما لديه، بينما انا مازلت كالأبله اوزع مواعيدا واسكب أنخابا واضيء شموعا للفراغ ولا شيء سواه.
تعليقات
إرسال تعليق
بإمكانك كتابة ما تشاء، لك مطلق الحرية ، فقط حاول ان تعبر بطريقة جميلة .