كتاب الموتى
لم تعرف البشرية فكرة الحياة بعد الموت قبل الفراعنة، فهم أول من وضعوه كمخيال بشري ميتافيزيقي بعد أن استعصى عليهم اكتشاف اي سبب أو دواء للخلود، فهم و بعد ان منحو بعض فراعنتهم الأقوياء صفة الألهة وضعوا كتاب ( الموتى ) وهو كتاب يشرح كيفية الإنتقال من الحياة الحالية إلى حياة الآخرة وكيفية تجاوز الصراط المستقيم ووزن الحسنات مقابل السيئات ومن ثم المثول امام الالهة والإعتراف بعدم ارتكاب اي ذنب مثل القتل او الزنى او السرقة او التسبب في ظلم احد ......الخ، للدخول إلى الحياة الأبدية التي تتمتع بكافة الإمتيازات المذهلة.
الحضارة الفرعونية كانت حضارة الموت بإمتياز، فهم لم يتركوا شيء للبشرية كي تستفيد منها، حتى انه وحتى اللحظة لم _ رغم التطور العلمي الكبير _ يتم إكتشاف طريقة تحنيطهم للموتى، ولم نكتشف طريقة بناؤهم للأهرمات الضخمة ، كانت حضارة مولعة بالموت اكثر من الحياة، وكل شيء في حضارتهم كان متعلق بالحياة ما بعد الموت، هي حضارة كئيبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
الجدير بالذكر بان كتابهم ( الموتى ) هو كتاب وضعه الكهنة وكان يتعلق بتعدد الآلهة ويذكر تمائم فتح أبواب الجنة وتجاوز صعاب حياة البرزخ ، وبه قواعد تشابه الي حد كبير الوصايا العشر التي اتى بها موسى والتي نقلها عنه عيسى ثم وصلتنا أخيرا ، فموسى هو ابن البيئة المصرية وهو من عاش في كنفهم وتأثر ببيئتهم الدينية، وعملية صياغة الوصايا العشر بتلك الصورة لم تكن صعبة وخاصة اذا اطلعنا على كتاب الموتى الذي يذكر صراحة تلك الوصايا قبل ان يحضرها موسى من جبل حوريب ( جبل سيناء ) .
تعليقات
إرسال تعليق
بإمكانك كتابة ما تشاء، لك مطلق الحرية ، فقط حاول ان تعبر بطريقة جميلة .