داعش والمغول .


المغول قوة ضاربة اكتسحت اسيا واروبا واسقطت الخلافة العباسية نهائيا، ورغم قوة المغول إلا انه لم يذكر لنا التاريخ منجز حقيقي لهم غير القتال وحرق الكتب واستباحة المدن بدموية قل نظريها في التاريخ.

دولة الخلافة الطارئة التي قامت في العراق والشام ( ذلك لأن بقائها لحظي وستسقط لا محالة ) لا توجد في ادبياتها او من ضمن مبادئها وأهدافها إقامة دولة صناعية او عصرية او دولة تمتلك أداة عالمية تنافس بها الحضارات ...
الكبرى القائمة الان، انها دولة دينية بمعناها القروسطي الذي يهتم بالطقوسية الشكلية ويسعى إلى إبرازها وجعلها متن الحياة واساسها في دولته.

بمعنى ان هذه الخلافة ترى بان كل المسلمين وعلمائها وتراثها الديني لم تستطيع ان تكون مسلمة بما يكفي، وان تدخلهم امر ضروري وحتمي لمساعدة الله في سماءه السابعة لجعل دينه يطبق بالطريقة التي يريدها هو ، وهذا ما كان له ان يتم بدونهم.
لأجل هذا نلحظ ان اول ما يقومون به هو هدم الأضرحة وضرب النساء الغير منتقبات او من هن يذهبن الي السوق بدون محرم، نرى تشكيل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تركض خلف الناس بشكل متخلف لإجبارهم الي دخول المساجد أو متابعتهم والتلصص على كلامهم ونظراتهم وافعالهم ليتم تطبيق الحدود الشرعية عليهم بالساحات العامة.

هذه الشكليات الطقوسية هي غاية الخلافة ومنتهاها ، ومثل هذه الدول لا يمكن لها ان تبقى كاكيان متماسك و صلب، وان وضعها الطبيعي هو وضع قطاع الطرق والعصابات التي كانت عليه داعش والتي ستعود اليه وهي الكر والفر والقتل والنهب ومعاودة الكر والفر من جديد.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علمانيون من اجل الجنوب

مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح

خرافات جنسية