بكر أحمد " لسما" : دولة الجنوب العربي على وشك الخروج كحقيقة ملموسة

بكر أحمد " لسما" : دولة الجنوب العربي على وشك الخروج كحقيقة ملموسة


اعتبر الكاتب السياسي والصحفي بكر أحمد  ان سقوط صنعاء بيد مليشيا قبلية ومتطرفة مذهبيا جعل الأمر يبدوا وكأنه صعقة للحراك الجنوبي، وان المظاهرات في عدن في تصاعد متتالي تجاه مطالبها المشروعة في استعادة دولة ووطن وكرامة .
وقال في تصريح ل" سما " منذ بداية حشد المظاهرات المليونية في عدن والإرادة الجنوبية في تصاعد متتالي تجاه مطالبها المشروعة في استعادة دولة ووطن وكرامة ، والرسالة الرئيسية التي كانت تحملها تلك المليونيات هي إظهار تلك المطالب للداخل والأقليم وللعالم أجمعه، وقد أدت رسالتها كما ينبغي وأدرك الجميع بأنه هنالك دولة وشعب يعانيان من احتلال عسكري مفروض عليهم بالقوة و رغما عن إرادتهم، وكان من المفترض أن يتم الانتقال إلى الخطوة التالية التصعيدية عوضا عن تكرار الحشد تلو الحشد، الأمر الذي أدى إلى شبه افراغ لأي معنى لتلك المليونيات وإخراجها من سياقها النضالي الي شيء يشبه العمل الإستعراضي.

وأضاف بكر :سقوط صنعاء بيد مليشيا قبلية ومتطرفة مذهبيا جعل الأمر يبدوا وكأنه صعقة للحراك الجنوبي، صعقة أيقضته من سباته الذى بدا لنا وكأنه دخل به ، لأن سقوط العاصمة لا يعني إلا شيء واحد وهو سقوط الدولة التي تم التوحد معها، وبالتالي الحديث عن اية وحدة من قبل الشماليين هو حديث لا معنى له، لذا تمت الدعوة لمليونية متزامنه مع ذكرى ثورة الرابعة عشر من أكتوبر في عدن، والتي تحمل من الدلالات الشيء الكثير، إنها تستعيد ذكرى ثورتها  ضد المحتل البريطاني ومن ثم وكأن الجنوب دخل في غيبوبة ليتوقف التاريخ معه و يستفيق على إحتلال آخر لكنه هذه المرة يتحدث لغته ويشبه ملامحه،  إحتلال أنهكه أكثر مما ينبغي، لتكون عندها هذه المليونية مفصلية في تاريخ نضاله حيث أن الضغوطات كانت على درجة عالية بضرورة التحرك الفوري وإستغلال هذا الوضع التاريخي والمتفرد.

وعن بيان المليونية قال بكر :أصدرت هذه المليونية بيانها الأهم في تاريخ نضالها، وامهلت _ حتى الان لا توجد جهة توجه لها هذه المهلة _ الشماليين حتى 30 نوفمبر للخروج من الجنوب وتسليم الأرض للشعب ليحكم نفسه بنفسه، وإلا فأن الخيارات الأخرى متاحة، والتي قد يفهم من تلك الخيارات أستخدام القوة لفرض امر واقع.

وقال بكر في سياق حديثه مع " سما" :ما نأمله فعلا هو عدم الحاجة إلى إراقة الدماء، وما نريده هو ان نتحرك سليما وأن نتولى زمام الأمور، لأنه لا يوجد حائل دون ذلك، والوقت ليس بمصلحتنا ، فكلما تأخرنا كلما قد تعقد الأمر واخشى ان نعود الى المربع الأول.

ويرى بكر ان دولة الجنوب قادمة :"لدى أمل كبير في أن دولة الجنوب العربي على وشك الخروج كحقيقة ملموسة، وكل الأحداث والمعطيات تدل على هذا ، وآمل ان تكون هذه الدولة وعاء ديمقراطي حقيقي يقبل الجميع دون إقصاء أو تهميش، فالكل شارك في هذه الثورة والكل اعطى حسب موقعه وإمكانياته، وأن أي محاولة لتفصيل ديمقراطية على مقاس جماعات أو تيارات بعينها فهذا الأمر لا يعني إلا مأزق آخر خطير جدا قد يدخل الدولة الوليدة في مشاكل هي في غنى عنها .

واختتم تصريحه : "نريد وطن يحتوينا جميعا، وطن يتسع لنا جميعا، وطن يستطيع أن يخلق البيئة الملائمة لحياة لائقة وكريمة ومستقبل آمن، وطن يمنحنا التعليم والعلاج والأمن ويساوي بين افراده على أسس المواطنة لا على أسس دينية أو مذهبية أو عرقية، ليصبح الجميع تحت القانون والنظام دون تميز أو تفرقة.
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علمانيون من اجل الجنوب

مفاتيح سيكولوجية الفرد الشمالي بيد علي عبدالله صالح

خرافات جنسية