هكذا فشل الحراك وهكذا سيبقى فاشلا




ما هو هذا الحراك السلمي، ومما يتشكل، ومن هم قادته، وما هي أهدافهم وآليات عملهم ومنهجية تفكيرهم، هل هذا الحراك تنظيم سياسي متجانس ، طبعا لا ، ولا هو أيضا فصيل سياسي متنوع، ولا هو فصيل بالأساس، انه من عدة فصائل متنافرة ومتشاكسة كل فصيل لديه أجندته الخاصة وكل فصيل يحمل فكرا سياسيا مغايرا ، وأخيرا كل فصيل يرفض رفضا قاطعا الانضمام والتوحد مع باقي الفصائل.

هذه الحقائق الكل يعرفها ، لكن الغريب أن البعض ينتظر نتائج إيجابيه من هذا التنظيم الهلامي المتشعب بفوضوية كبيرة ، وهذا صعب ، لأن النتائج الإيجابية تأتي من بعد أعمال وتنسيق إيجابي، والفوضى لا تنتج إلا فوضى مثلها .

 

ما حدث في ثلاثين من نوفمبر ، لم يكن فشلا وحسب ، بل كانت إهانة موجعة لي شخصيا انا ، ولكل أبناء الجنوب، كان نوع من الإذلال وتمريغ الكرامة قام بها وعن عمد ما يطلق على نفسه الحراك السلمي في الجنوب، إنه نوع من ألا مبالاة وأظهرنا أمام العالم بأننا لا شيء ، بل مجرد طفرة جينية طفحت ثم ما لبثت وان أختفت.

 

كان هذا الشعب يستحق أكثر من هذا ، كان الثلاثون من نوفمبر علامة فارقة ترى شعاعها في جبين كل جنوبي افترش الخيام لأجل قضيته، فاذا بها تمضي دون حتى تفسير او بيان يشرح لنا ما حدث.

النضال الجنوبي لو استمر تحت ما يطلق على نفسه بالحراك السلمي ، فهو لن يذهب إلى أي مكان وسيظل محل سخرية وتندر من الآخرين  ، ونحن أمام حلان لا ثالث لهما ، وهو ان يقوم الحراك بعملية نقدية ذاتية سريعة وعاجلة وان يقرر فورا التوحد وأعلان أهدافه وطرق تحقيقها ، أو أن يحل هذا الحراك السلمي نفسه والاعتراف بالفشل وعدم مقدرته على تحمل مسئولية النضال ، وان يعتذر للشعب في الجنوب عما حدث مطالبا بتشكيل تنظيم سياسي أكثر مسئولية وتفاعلا وإحساسا بحجم هذه الثورة .

 

من فرط  سذاجتنا تعلقنا بالمؤتمر الذي عقد في المانيا، واعتقد البعض ان هذه المؤتمر هو للتفاوض من أجل الاستقلال وهو نتيجة الاعتصام وخضوع الشماليين أمام تهديد الثلاثين من نوفمبر ، وروجت هذه الدعاية كنوع من ذر الرماد على أعين العميان ، وتنافخنا زيفا وغرورا ، لنكتشف حينها بأنه مؤتمر فارغ من أي محتوى أو معنى وقد أنتهى بأسواء حالا مما بدأ ، لنعود ونطرح السؤال من جديد ماذا بعد ؟

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزنداني، إنه كاهن الخراب

تساؤلات

خرافات جنسية