الشعب وبحاح



هو سؤال واحد أجده في اعين كل مواطن جنوبي، ماذا يفعل بحاح في الرياض هو وأركان حكومته بعد أن كدس المناصب بيديه، فهو يشغل الان منصب نائب الرئيس ورئيس مجلس الوزراء، وحسب علمي وعلم كل العالم بان عدن ومناطق كاملة في الجنوب محررة وتقع تحت السلطة العسكرية المباشرة لقوات التحالف والمقاومة الجنوبية، وكل ما فعله بحاح مع وزرائه هو قضاء عدة أسابيع في عدن ثم غادرها دون رجعة، ليذهب إلى الرياض بجوار هادي، وعندها لم نعد نسمع عن أي عمل حكومي معتاد غير المناكفات التي تتسرب في الصحافة ما بينه وبين وزير خارجيته.

هل من الطبيعي ان تزاول حكومة كاملة بكل وزرائها واركان عملها من خارج البلاد، هل هناك ما يبرر بقاء بحاح في الرياض، وما هي المهام التي يمكن ان يقوم بها وتعود بالفائدة على المواطن الذي وحتى اللحظة لا يعرف ما هي الخطوة التالية في حياته وهو هناك مقيم في دولة أخرى إقامة غير محددة او مجدولة.

بحاح وبكل جدارة خيب ظن الكثيرين، فهذه الا مبالاة وإلا جدية في مزاولة المهام الحكومية ومتابعة هموم وإحتياجات المواطنين امر لا يمكن قبول استمراره الى ما لا نهاية، فهنالك اختلالات أمنية واضحة، وهناك تنمر للجماعات الدينية التي باتت تفرض اجندتها علانية في كل مكان حتى بلغت  إلى درجة أنها أغلقت كليات جامعية في عدن لأنهم لم يلتزموا بتوجيهاتهم، هنالك قتل في الشوارع  واعتداءات على المؤسسات الحكومية بشكل يومي ومستمر، عدن صارت ساحة كبيرة ومتشعبة لباعة القات وبمظهر غير حضاري و غير لائق بتاريخها، هنالك معاناة  يجدها الناس لا تقل ابدا عن معاناتهم في فترة الاحتلال الحوثي للمدينة، ومعالي الوزير الأول يعيش في حالة من الترف والغيبوبة عن كل تلك المشاكل.

كان من المستهجن جدا حين صرح بحاح بأنه لن يغادر المدينة بعد حدوث الانفجارات في عدن، ثم وبدون اية مقدمات لم نراه وهو وحكومته إلا وهم قد بلغوا الرياض دون أي إعلان عن هذه الرحلة ودون تحديد موعد للعودة.

المستهجن هو كذبه أولا على المواطنين وعدم التزامه بوعد أطلقه امام الجميع مما يجعل امر الثقة بما يقوله هو امر مشكوك به في المرات القادمة، وثانيا عدم رغبته بمشاركة المواطنين همومهم اليومية لأنه وبدون هذه المشاركة والإحساس لن يتم إنجاز شيء حقيقي، وثالثا كان من المثير للمفارقة هو ان يتعرض مواطنين امارتيين مدنيين للقتل في شوارع عدن وهم يعلموا لأجل هذه المدينة وبطريقة متفانية، بينما بمن من المفترض به انه يعيش في بلده بحكم موقعه ومسئولياته قرر الفرار دون رجعه.

من يحكم الأرض هو الحاكم الفعلي، والحوثيين والمخلوع موجوديين داخل البلاد ولم يغادروها رغم كل هذا القصف المركز عليهم وملاحقتهم بشكل يومي ومستمر، بينما كل الحكومة بدون استثناء تعيش حالة من النفي الاختياري في بلد آخر تاركة وطن بأكمله ينهار ويتلاشى.

لم يعد الحوثي غريم الجنوبيين، فهو انسحب وخرج، بل غريمهم بات بحاح الذي يتعامل بطريقة لا إنسانية مع قضاياهم اليومية الملحة، غريمهم المد الديني المتطرف الذي ينهش في المدينة ويتجذر بها يوما عن يوم، غريمهم ضياع حقوقهم وأمنهم وابسط احتياجاتهم.

عودة بحاح ضرورية، وأن لم يكن يستطيع ان يعود، فمن الأجدى البحث عن سواه أو طرح اسم آخر يقوم بمهامه بشكل مؤقت، اما بقاء الوضع بهذه الصورة فهو امر محرج جدا وغير طبيعي جدا.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزنداني، إنه كاهن الخراب

تساؤلات

خرافات جنسية